ينمو هذا النص انطلاقا من إحساس غامض انتابني حين فكرت في شخصنة الثورة المصرية، هي الصعبة التثبيت عند مشاهد أو أشخاص، الجارية بفعل قصور ذاتي لطاقة فذة وسحرية، واستحالة أن تشاكس حقيقتها الأصلية هي ما يغري أكثر بمحاولة توقيفها، تفكيكها على الأقل في شخصياتي الثلاث. فتثبيت الألوان الصحيحة أولى خطوات البحث عن نقطة لفهمها.
حقيقة الثورة المصرية تقع في مصطلح الاحتشاد العام، أي تلك الحشود الكبيرة التي خرجت بدعوة على شبكات التواصل الاجتماعي، اصطدمت وخبرت بجسدها العريض الممتد لا استحالة هزيمة قوى الأمن، طالما كان الشارع لنا، نخبر زواياه، نعرف حاراته، في حين يجهل عدونا تلك الخرائط معتصما بتنفيذ الواجب، مغرورا بفرط قوة لم تختبر يوما اختبارا حقيقيا على مواجهة كل الناس. لقد تراكب الأمل خطوة خطوة، ساعة بساعة، وانتشت الثقة في كرة النار التي تتدحرج، فيما مقاوموها من رجال الأمن ورجال الدولة تتفتت من تحت أرجلهم سلطة كارتونية.